جمهورية الواء واء

هي جمهورية عجيبة تقع فى مكان مميز فى العالم وبها خيرات وموارد بلا حدود .
ويوجد بها ايضا متناقضات بلا حدود .
شعبها لا يثور ابدا وحكومتها لا تخرج من مسار الفساد أبدا .
فاسديها حاكميها وفجارها أسيادها ومخربيها يطلقون على انفسهم مصلحيها .
شعبها طيب وكريم ولكنه لا يغضب أبداً !
وإن غضب لا يتكلم ولا يتحرك قيد أنملة.
غير سعيد دائماً
ولكنه راضى دائماً ولديه اقتناع تام بأن ما فيه من إذلال هو جزء من قدر أبدي لا مفر منه .
فالموت والهلاك ينتظر شعب هذه البلد فى أى مكان .
فالموت احتراقاً هو مصير من يركب قطاراتها
والموت غرقاً لمن يركب عباراتها
حالة الاختناق تراها بوضوح فى شوارعها المزدحمة
وليس غريب أن تري شبابنا عجوز , متكاسل , يائس من الحياة ولا عجب فى ذلك ولا عجاب فهو محاصر بالبطالة والعنوسة والفقر مما جعل ابسط طموحاته الانسانية مستحيلة .
فتمكن اليأس من قلبه وما أقبح من ان يدب فى قلب الانسان باليأس .
وليس هذا فقط هو العجيب فى هى هذا البلد بل أصبح من الطبيعي ان نري وزير الزراعة يبيع لشعبه مبيدات مسرطنة
حتى حول الطعام الى سموم قاتله وليس غريب أيضاً ان تعلم أن الماء وهو سر الحياه مسمم بمياه الصرف .
وهى بلد أصبحت فيها الرشوة منهج متبع ومستباح .
فالموظف الكبير يرتشي بالجنيهات والكبير بالالاف واحياناً بالملايين
وشر البلية ما يضحك هى ان تجد ان الديموقراطية التى تتغنى بها حكامها هى سياسة العصا والكرباج لكل من يفكر ان يعارض الفساد فاصبحت السجون مليئة بالصحفيين الشرفاء والوطنيين النبلاء وكل فاسد فيها حر طليق فأصبح شعبها كالحمار الكبير الذي يسير فى أى مكان طالما ضربه راكبه بالعصا وأيضاً لا يحق له اختيار راكبه.
وفى النهاية بعدما سافرنا فى رحلة ليست بعيدة الى بلاد الواء واء يلح على لسانى ثلاثة أسئلة سوف أتركهم للقارئين
س1 : أين تقع بلاد الواء واء على الخريطة العالمية ؟
س2 : من هو صاحب المصلحة فى تدمير هذا الشعب بكل طوائفة ؟
س3 : متي يتحرك هذا الشعب للدفاع المشروع عن نفسه ؟